أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة تورونتو أن استخدام التقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز يمكن أن يؤثر بشكل كبير على كيفية تصور الأشخاص وتفاعلهم مع العالم الحقيقي. لقد أظهرت نتائج هذه الدراسة تأثيرات محتملة للصناعات المختلفة التي تستخدم هذه التقنيات لأغراض التدريب.
أشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، إلى أن الأفراد يتحركون بشكل مختلف في الواقع الافتراضي والواقع المعزز، مما يؤدي إلى أخطاء مؤقتة في الحركة في العالم الحقيقي. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين استخدموا التقنية الافتراضية عادةً ما يقلون عن الوصول إلى أهدافهم عندما لا يصلون بمدى كاف، بينما تقلون أولئك الذين استخدموا التقنية المعززة عن الوصول إلى أهدافهم عندما يصلون بمدى زائد. ومع ذلك، اختفت هذه التأثيرات تدريجياً مع تكيف الأفراد مرة أخرى مع الظروف الحقيقية.
أحد النتائج المدهشة هو أن أنماط الحركة في التقنيات الواقعية الافتراضية والمعززة تؤثر مباشرة على الحركة في العالم الحقيقي. علاوة على ذلك، تتلاشى تأثيرات التقنية المعززة أسرع مقارنة بالواقع الافتراضي، حيث يعود المشاركون إلى الظروف الحقيقية بسرعة بعد استخدام التقنية المعززة.
بحسب قوة الباحث شياوي مايكل وانغ، الباحث المشارك في كلية التربية البدنية والرياضة الذي شارك في الدراسة، يمكن تصفية الاختلافات الأساسية إلى حقيقة أن الأفراد في التقنية المعززة لا يزالون يرون ويتفاعلون مع بيئتهم الفعلية، مما يسمح لهم بالحفاظ على تصور أكثر دقة للعمق والمسافة.
من الضروري مراعاة القيود والتأثيرات التي تمارسها تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على الأداء في العالم الحقيقي، نظرًا لاستمرار اعتماد هذه التقنيات في مختلف الصناعات وبرامج التدريب. يمكن أن تكون هذه المعرفة ذات الصلة بشكل خاص بالمهن مثل الجراحين والطيارين والسائقين الذين يستخدمون هذه التقنيات لتطوير المهارات. فهم تأثير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز على الحركة في العالم الحقيقي يضمن استفادتها الفعالة والآمنة.
مع استمرار تقدم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، من الضروري إجراء المزيد من البحوث لاستكشاف تأثيراتها البعيدة على تصور وأداء الأفراد في العالم الحقيقي. من خلال الحصول على فهم شامل لتأثير هذه التقنيات، يمكن للباحثين توجيه تطوير برامج التدريب الفعّالة وتحسين تجارب المستخدمين في البيئات الافتراضية والمعززة.