تعليم مهارات الوعي الإعلامي في العصر الرقمي

المعلمون وصناع السياسات والباحثون يواجهون جميعًا تحدي تعليم مهارات الوعي الإعلامي للشباب في العصر الرقمي. مع وفرة المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، من الضروري أن يطور الطلاب مهارات التفكير النقدي والقدرة على تقييم مصداقية المصادر. بينما هناك العديد من النهج المختلفة التي يتم استكشافها، إلا أن موضوعا مشتركا هو أهمية الممارسات المستندة إلى الأدلة.

أحد البرامج التي أظهرت وعودا هو برنامج الاستدلال الإلكتروني المدني الذي طورته منظمة DIG. هذه المناهج المجانية تعلم القراءة الجانبية، والتي تشمل تقييم مصداقية المصدر عن طريق البحث عن معلومات خلفية في علامات تبويب منفصلة على المتصفح. عن طريق تعليم مهارات مثل ضبط النقرات وتشجيع الطلاب على طرح الأسئلة حول الأشخاص أو المنظمات التي تقف وراء المطالبات، يهدف البرنامج إلى مساعدة الطلاب على التفكير في معلومات الإنترنت بطريقة جوهرية مختلفة.

أظهرت الدراسات أن التدخلات المركزة على القراءة الجانبية يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا في كيفية تفاعل الشباب مع المعلومات عبر الإنترنت. على سبيل المثال، وجدت دراسة ميدانية أُجريت في نبراسكا أن الطلاب الذين أكملوا دروسًا في القراءة الجانبية كانوا أدق بشكل كبير في تقييم مصداقية المصدر مقارنة بأقرانهم الذين لم يتلقوا التدخل. تم ملاحظة نتائج مماثلة في كندا وألمانيا وإيطاليا.

بالإضافة إلى تعليم مهارات التفكير النقدي، يعمل المعلمون أيضًا على معالجة الجوانب الاجتماعية والعاطفية للوعي الإعلامي. يقوم مركز التحضير الرقمي في كلية هارفارد للتعليم العالي، بالتعاون مع Common Sense Media، على تطوير الوسائل لتثقيف المراهقين حول ميزات وسائل التواصل الاجتماعي المصممة لإبقائهم مشاركين وتعزيز استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الصحي. من خلال التركيز على الممارسات المبنية على الأدلة وإشراك الطلاب في تصميم المناهج، تهدف هذه الموارد إلى تمكين الشباب للتنقل في المشهد الرقمي بثقة.

علاوة على ذلك، تستغل منظمات مثل تحالف التعلم المتصل وهذه الحياة المراهقة اهتمامات وشغف الشباب لتعليم مهارات الوعي الإعلامي. على سبيل المثال، تقوم معسكرات التواصل بربط اللاعبين الشبان بطلاب الكليات لتعلم الجنسية الرقمية في سياق عالم الألعاب. يعلم بودكاست هذه الحياة المراهقة الطلاب إنتاج البودكاست بينما يشاركون بشكل نقدي مع النظام البيئي الرقمي.

مع استمرار تطور المنظر الإعلامي والتكنولوجيا، من الضروري على المعلمين تكييف نهجهم في تعليم وعي الإعلام. بدمج الممارسات المستندة إلى الأدلة، وإشراك الطلاب في تصميم المناهج، واستغلال اهتمامات الشباب، يمكن للمعلمين تزويد الطلاب بالمهارات التي يحتاجونها ليكونوا مستهلكين ومنتجين ذكيين للوسائط الرقمية.